مضايا ، لكم الله يا أهل مضايا، فما بين النظام والحزب أنتم تائهون بين ويلات وآهات أطفالكم الذين ترونهم يموتون أمام أعينكم وأنتم لا حول لكم ولا قوة، فماذا أنتم فاعلون، والى أين ستذهبون من هذا الحصار المطبق عليكم منذ قرابة السبعة أشهر، فأنتم تعيشون حالات الموت البطيء والذي هو أشد قسوة من الحروب والصراعات المدمرة هنا وهناك.
مضايا وأكل القطط والكلاب لسد الجوع
يقول بعض أهاليها أنهم أصبحوا الآن مهيئين نفسياً ليأكوا من لحم القطط والكلاب التي أصبحت شبه منقرضة من حولهم من أجل سد جوعهم وحماية أهلهم من الموت، لا شك أن هذا الوضع قد يصيبك بالإشمئزاز أيها القاريء ولكن للأسف هذا حال ما يقارب 40 ألف نسمة يعيشون في حصار قاتل مدة 195 يوماً من النظام السوري وحزب الله على هذه البلدة التي تقع على الحدود بينهم، وراح أهلها ضحية التنافس السياسي في معادلة “الجوع أو الركوع“.
وقد تعددت قصص المأساة بين أهالي بلدة مضايا حيث يتناول البعض حساء المربى بالماء، وآخر يقضي يومه بملعقة من الطحينة المطبوخة الى جانب 60 غراماً من الأرز، وآخرون يبحثون عن أي نوع من الأعشاب بين تراكمات الثلوج في محاولة منهم طبخها وإبقاء أطفالهم وأهلهم على قيد الحياة.
فيما توجه آخرون لأكل القطط والكلاب وأيضاً الحمير، فأي حياة هذه التي تسعى فيها الوالدة للبحث عن الطعام ويكون مصيرها القتل على الحدود أو بسبب الألغام، وقد إنتشرت الكثير من الصور التي تظهر معاناة الأهالي والأطفال حيث العظام والقفص الصدري ظاهرين بوضوح والأطراف من قلة الغذاء.
الموت جوعاً ولا للركوع وعلبة السجائر 10 دولارات
وقد سجل لحد الآن أكثر من 30 حالة وفاة بسبب الجوع في بلدة مضايا من النساء والأطفال وإثنين من كبار السن، حيث يقول الناشط “أبو عابد” عن حالة البلدة والجوع:
“لا قوة للقيام بأي عمل، الخمول طاغي على الناس، ويبتعدون من أي عمل شاق” وفق “أبو عابد” الذي يذكّر بأن “مضايا محاصرة منذ 6 أشهر (حصار كامل) ومنذ أكثر من سنة (جزئي) بمنع ادخال الطحين أو المحروقات وعدد من الأغذية، وأنا حالياً عندي استعداد نفسي كي أكل قطة أو حتى كلب، وليس أنا فحسب بل هناك الكثير مثلي، وهناك فعلا من يتناول لحم حيوانات لا تؤكل”
وقد وصل سعر كيلو الأرز الى 100 دولار أمريكي وأكثر، والأمر اللافت للنظر زيادة الإقبال على التدخين لأن التدخين يجعل المعدة لا تتألم من الجوع، ويقول “أبو عابد” أن الدخان يتم تهربيه من النظام بكل سهولة أكثر من الطعام ويبلغ سعر علبة الدخان 10 دولارات في إستغلال للوضع الراهن في البلدة.
مضايا بين الموت والإرهاق في نقل الجثث
يستكمل “أبو عابد” أنه منذ أيام توفي رجل وزنه “45 كيلو” فقط بسبب الجوع، ولكن لزم ثمانية رجال لنقله بالحماله لأن الجوع هدّ حيلهم ولم يعودوا رجالاً كما في السابق، أما بخصوص أكل القطط والكلاب، فيقول الناشط “التيناوي” أنه مؤخراً تم ذبح آخر حمار صغير في هذه البلدة والأهل أصبحوا يأكلون القطط والكلاب ومؤخراً أصبحنا من النادر أن نراها وكأنها نفقت هي الأخرى من الجوع، أو أن الأهالي قضوا عليها جميعاً.
تبرعات وألغام أرضية
وعلى الرغم من الغلاء الكبير في أسعار الغذاء يقول التيناوي:
“لهذا السبب نطلب التبرعات حتى تستطيع الناس أن تشتري أي شيء، ومضايا منطقة جبلية والشتاء فيها صعب جداً، خصوصا مع انعدام وجود مواد التدفئة، والثلج صعّب مهمة جمع الأعشاب لطبخها، والأموال تصل عبر حوالات، فهناك طرق مختلفة لم اطلع عليها توصل الأموال إلى الجمعيات الإغاثية أو أشخاص لهم علاقات مع الأخيرة”.
تابعوا معنا الآن بعض الصور من المجاعة في مضايا :
التعليقات