عند انتهاء أجل الإنسان، فإن ملك الموت هو الذي يباشر تنفيذ هذه المهمة (قبض الروح)، وملك الموت لديه بيانات معينة هي الاسم والزمان والمكان كل حسب ما قدر الله له في مكان وزمان معينين، ولا يتراجع ملك الموت عن القيام بدوره هذا وهو أمر رباني، إلا أن ملك الموت قد يملك اسماً وزماناً ومكاناً وفي اللحظة الأخيرة فيتراجع ملك الموت عن قبض الروح لذلك الشخص وهذا أمر رباني أيضاً والسبب الوحيد لهذه الحالة أن ذلك المؤمن باراً بوالديه فيأمر الله ملك الموت أن يعود ولا يقبض روح البار بوالديه وأن يؤجل قبض روحه إلى أن يأمره الله تعالى بذلك.
يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم محدثاً أصحابه
“إن رأيت الليلة عجباً، رأيت رجلاً من أمتى أتاه ملك الموت ليقبض روحه، فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه”
هذه هي الحالة الوحيدة التي ترد ملك الموت عن قبض الروح، حيث يأمر الله سبحانه وتعالى ملك الموت أن يترك هذا البار بوالديه، ففضل بر الوالدين عظيم عند الله سبحانه وتعالى، حيث أن الكافر يوم يعرض عليه العذاب يخاف أن يغضب الله حين يحاول أن يفتدي نفسه من العذاب فلا يأتي على ذكر أمه وأبيه يقول سبحانه وتعالى:
“يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه، وصاحبته وأخيه، وفصيلته التي تؤويه، ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه” .
نلاحظ في الأية الكريمة السابقة أن المجرمين الكافرين يتمنون أن ينجوا من عذاب الله فيقدمون أهلهم وأحبتهم واحداً تلو الآخر لينجو من عذاب الله الأقرب فالأقرب، بداية بأبنائهم وزوجاتهم وعشيرتهم ومن ثم جميع من في الأرض من أجل النجاة، والغريب في هذا النص القرآني الكريم غياب ذكر الوالدين، والسبب في ذلك أن الكافر يخاف من أن يقدم والديه فداءً له، لأن الله سبحانه وتعالى قد أمر وفرض علينا بر الوالدين فكيف يصح أن نقدم آباءنا وأمهاتنا فداءً لنا من العذاب، والكافر يعلم أن ذلك الأمر سيغضب الله غضباً شديداً فلا يجرأ الكافر في ذلك على ذكر أمه وأبيه، نسأل الله العلي القدير أن يعيننا على بر والدينا وأن نحسن لهم كما أحسنوا لنا ويجزيهم عنا خير الجزاء.. ربنا اغفر لنا ولوادينا.
http://https://youtu.be/vmPyw744zzA
التعليقات