كان هناك فتاة صغيرة جالسة في المقعد الدراسي مشتتة التفكير ضائعة بسبب ما تتعرض له في بيتها من شجار دائم بين والديها والضرب الذي تناله أمها من والدها…حيث طلبت المعلمة بصراخ وقوة من الطلاب أن ينقلوا الوظيفة عن السبورة ويأتي بها غدا محلولة ,وقامت بتهديدهم بأن من يأتي دون حلها سوف تضربه وتحبسه بحمام المدرسة.
وذهبت الفتاة الى البيت ووجدت والديها كالعادة يتشاجرا والأب يضرب الأم وأخواتها الصغار في بكاء شديد يطلبن منها أن تتدخل في المشكلة القائمة بين والديها إلا أنها خافت وذهبت إلى السرير وعيونها تملأهما الدموع والحزن وكأنها إمرأة مسنة حزينة أكل الدهر منها وشرب.
وذهبت في اليوم الثاني الى المدرسة حزينة تائهة، وعندما جائت حصة المعلمة القاسية قالت هيا يا بنات أحضرن دفاتر حل الوظيفة، فقام الجميع بتسليم الدفاتر عدا هذه الفتاة فسألتها المعلمة أين دفترك قالت لها إني لم أسطتع أن أحل الواجب بسبب والمعلمة قاطعتها وقالت لها هيا معي وأخذت تجرها بيدها وحبستها بالحمام، وانتهى الدوام وذهب الجميع من المدرسة وبقيت وحيدة بين جدران الحمام خائفة والشمس تغيب.
وأنتظر أهلها رجوعها إلى البيت لكنها لم تأتي فأخبروا الشرطة والجرائد ووسائل الإعلام عن فقدان إبنتهم.
وفي اليوم التالي ذهبوا المعلمات والطلاب إلى المدرسة حيث كانو مجتمعين وقالت أحد المعلمات أن أمس لقد ذهبت فتاة إلى المدرسة ولم تعد.
فصدمت تلك المعلمة وأخذت بالصراخ العالي وذهبت راكضة الى الحمام في الطابق الرابع من المدرسة وفتحت الباب إذ لاقت الفتاة ملقاه على الأرض وعيناها مفتوحتان حيث فارقت الحياة، ويبدو على ملامحها الذعر والرعب الذي شاهدته في ليلة مظلمة في الحمام، ولكم أن تتخيلوا هذا الموقف الذي وضعت فيه هذه الفتاة البريئة بسبب من لا يملك رحمة في قلبه ولا مراعاة لظروف الآخرين، وصرخت المعلمه باكية ندم على ما فعلته.
وطالبو أهل الفتاة بإعدام المعلمة، ولكن هل إعدامها يشفي غليلهم من فقدانهم لطفلتهم، وهل الإعدام سيعيدها للحياة من جديد، نتمنى من الله أن يهدي معلمات المدراس وأن تختفي القسوة من قلوبهم، فكثيرة هي القصص التي أدت بالتلاميذ الى الهاوية بسبب سوء التصرف من المعلمين.
التعليقات