ماكينات و آلات إعداد القهوة ، لعل السبب الأهم الذي جذبك لقراءة المقال هو الرغبة بالتعرف أكثر على ماكينات و آلات صنع القهوة قبل شراء إحداها أو ربما معرفة المزيد من المعلومات عن صنع القهوة وتحضير الاسبريسو والحقائق ذات الصلة التي ربما لم تكن على علم بها سابقًا، وهذا أمر منطقي عند قراءة العنوان، لذا إن كان ذلك فعلًا السبب الرئيس لانجذابك لهذا المقال، فنعدك أن تكون المعلومات مثرية لك.

تتوسع صناعة القهوة بين الطرق التقليدية والقهوة المختصة حول العالم وتنتشر الطرق المُحدثة والمبتكرة لصناعتها بسرعة هائلة بين البلدان المختلفة، وهذا الأمر يعود بشكل كبير للتنوع في آلات صناعة القهوة وابتكاراتها وانتشارها السريع وإمكانية بيعها في أي مكان بسهولة بفضل التطور الرقمي الهائل خاصة في مجال التجارة الإلكترونية، وهنا علينا تقدير التطور الكبير الذي وصله العالم لتحقيق ذلك لأن ذلك لم يكن ممكنًا في القرن الماضي أو الذي سبقه، وخاصة عند إنتاج أول آلة تحضير قهوة يدوية أو اختراع فكرة قهوة الفلتر أو حتى وقت ظهور ماكينة اسبريسو في العالم.

بداية القهوة وأول ماكينة اسبريسو ومحضرة قهوة في العالم

يعود صنع أول ماكينة أو آلة اسبريسو في العالم لعام 1884 على يد الإيطالي أنجيلو موريوند في مدينة تورينو، حيث كان الهدف من صناعة تلك الآلة تحضير القهوة بشكل أسرع من المعتاد خاصة بالمقارنة مع طرق التخمير التقليدية؛ ليمثل بذلك المثل القائل “الحاجة أم الاختراع”.

ورغم أن اختراع الاسبريسو يعود للطليان بشكل خاص، لكن لعقود طويلة كانت القهوة تُحضر بطرق مختلفة بين الغلي والتخمير وصناعتها بالآلات البسيطة سواء كانت بحبوبها الكاملة أو خشنة الطحن أو ناعمة الطحن. ويعود تاريخ اكتشاف القهوة إلى القرن 14 ميلادي من خلال العرب الذين اكتشفوها وأسموها قهوة على اسم أحد المشروبات المخمرة القديمة لما تميزت به من طعم مميز، ويقول آخرون أن اكتشافها يعود لمملكة كافا التي كانت مقامة على أجزاء من أثيوبيا سابقًا. وقد تطورت القهوة لاحقًا مع فترة العثمانيين وانتشار إعدادها بطرق مختلفة خاصة عند طحنها ناعمة، حتى جاء مقهى The Grand Cafe في أكسفورد في بريطانيا ليضع نفسه أول مكان مختص لتقديم القهوة – ما عرف لاحقًا باسم مقهى – في عام 1652.

ماكينات و آلات إعداد القهوة

تطور إعداد القهوة لاحقًا بشكل بطيء حتى عام 1810 عندما قام السير بنيامين ثومبسون باختراع أول آلة قهوة يدوية، ولاحقًا عام 1873 قامت ميليتا بينتز الألمانية باختراع أحد أكثر الآلات شهرة لإعداد القهوة؛ آلة منفصلة نصفين أحدهما للماء والثاني للقهوة الجاهزة وبينها مصفاة توضع بها القهوة التي تحضر عبر التبخير وهي بمثابة الأساس الذي قامت عليه آلة الاسبريسو الأولى، وقامت بينتز لاحقًا باختراق قهوة الفلتر عام 1908.

ما لا تعرفه عن ماكينات و آلات إعداد القهوة !
ما لا تعرفه عن ماكينات و آلات إعداد القهوة !

وبعد أول ماكينة اسبريسو تم اختراعها، انتظر العالم حتى شهر أبريل 1903 لظهور نسخة مطورة عبر الإيطالي لويجي بيتزيرا، الذي قام لاحقًا ببيع براءة الاختراع لديسيديريو بافوني وقام بعدها بتأسيس شركة لا بافوني لبدء تصنيع الآلة تجاريًا. وهذا الأمر اقتصر على إيطاليا ومحيطها حتى جاء عام 1927 عندما بدأت الآلات بالانتشار ووصلت الولايات المتحدة عام 1927 عبر لا بافوني، وغيرها من البلدان الأخرى.

وإذا نظرنا لبدايات ماكينات القهوة منذ وقت تأريخها وحتى القرن الماضي سنجد تطورًا بطيئًا في انتشارها وطرق الحصول عليها، لكن مع بداية الألفية الجديدة وخاصة السنوات العشر الماضية انتشرت بشكل مهول بنسبة كبيرة من البيوت ومعظم المقاهي والمطاعم في العالم.

 تنوع آلات / ماكينات القهوة ومشروباتها

عند الحديث عن معظم المشروبات المقدمة في المقاهي وتعتمد على القهوة في إعدادها، نلاحظ ارتكاز غالبيتها على قهوة الاسبريسو في التحضير، هذا المصطلح الدارج ويقصد به طريقة تحضير القهوة وكذلك المشروب الناتج على حد سواء، فسواء كان الشخص يرغب بشرب الاسبريسو أو شرب اللاتيه، كابوتشينو، ميكياتو، فلات وايت، آيس كوفي، وغيرها من المشروبات المعروفة، سنجد أن الرابط الأساسي بينها قهوة الاسبريسو، وبالتالي أصبحت آلات صنع القهوة والاسبريسو لا غنى عنها لأي مقهى ومطعم.

ويجدر القول إن التنوع في صناعة المشروبات في السنوات الماضية وابتكار مشروبات جديدة، جعل هناك حاجة ملحة لتنوع آلات القهوة لتتلاءم مع مختلف الاحتياجات والأسعار. فكلما زادت الخيارات المصاحبة للآلة، يرتفع سعرها تدريجيًا، فالآلات التي تعمل بالكبسولات وتستخدم بشكل خاص في المنازل، يختلف سعرها عن تلك العاملة بالحبوب المطحونة، وكذلك عن التي تقوم بطحن الحبوب ذاتيًا. كما أن الآلات أو الماكينات المخصصة لإعداد القهوة فقط يختلف سعرها عن تلك التي توفر خيار تبخير الحليب على سبيل المثال. وهو الحال مع تلك التي توفر خيارات تحكم ذاتية أو نصف ذاتية أو يدوية بالكامل، وأيضًا الآلات التي تتيح صنع فنجان قهوة أو إثنين أو ثلاثة أو أربعة في نفس الوقت، فكلما زاد عدد منافذ صنع القهوة يتأثر السعر.

لذا، من المهم جدًا لأي شخص البحث عن خيار آلة الاسبريسو المناسبة له من بين عشرات الخيارات المتوفرة في السوق.

 ما هي ماكينة القهوة المناسبة ؟

للإجابة على هذا السؤال سيتوجب عليك الإجابة على عدة أسئلة أخرى للوصول للناتج، كون ماكينات القهوة تختلف من حيث السعر والسعة والحجم والإمكانيات. فالماكينة المنزلية التي تعتمد الكبسولات تكون أرخص من تلك الاحترافية المتوفرة في المطاعم والمقاهي ذات الحجم الكبير، وبطبيعة الحال تختلف تلك السريعة في التحضير عن البطيئة بعض الشيء في العمل.

فماكينة اسبريسو Swiss Espresso Extractor من إنتاج شور لوند في سويسرا التي ظهرت في 26 سبتمبر 2008، وتعد الأسرع في العالم من حيث الإنتاج تختلف عن الماكينات الأخرى، فهي تستطيع إنتاج 11.5 لتر من القهوة خلال دقيقة واحدة فقط! وهو أمر لا توفره معظم الخيارات الأخرى، لذلك سنرى سعرها أعلى مقارنة مع الآلات الأقل إمكانيات.

الحال كذلك مع أكبر ماكينة اسبريسو تم صناعتها، وهي آلة Discovery Channel’s BIG! التي ظهرت في سبتمبر 2004 مع قناة ديسكفري وكان ارتفاعها 3.27 م، وعرضها 2.48 متر، وطولها 3.07 متر، وذلك باختصار لأنها تمتلك سعة تصل 492 لترًا يمكنها تحضير 3,820 فنجان اسبريسو (دبل اسبريسو) بعد تعبئتها مرة واحدة.

ماكينات و آلات إعداد القهوة

ولمعرفة الماكينة المناسبة، عليك الإجابة عن هذه الأسئلة:

كم عدد الأشخاص الذين سيستخدمون الماكينة؟.

 كم عدد الأشخاص المتوقع شربهم للقهوة، وكم فنجان يتوقع إعداده؟.

  ما هي الطريقة المفضلة لإعداد القهوة؟ سريعة جدًا أو طازجة دون النظر للوقت؟.

هل تفضلها مع حليب؟ أم ترغب بها بدون إضافات؟.

  هل تحب وجود القهوة بنكهات مختلفة؟.

فهل ترغب بآلة قهوة صغيرة أم كبيرة؟.

 هل لديك الوقت للاعتناء وتنظيف الآلة أم لا؟.

هل تحب المشروبات التقليدية أم الابتكار وصنع مشروبات جديدة؟.

إذا كنت تبحث عن سهولة وسرعة في إعداد قهوة سريعة والحصول على نكهات مختلفة لعدد قليل، فماكينات الكبسولات هي الأنسب خاصة وأنها لا تحتاج اهتمام وعناية كبيرة. أما إذا كنت ترغب بالحصول على قهوة طازجة دون تعب وإنتاج مشروبات من اختيارك مع الحليب، فيمكنك اختيار الآلات التي تطحن الحبوب ذاتيًا وتعمل على تحضير الاسبريسو بعد ذلك تلقائيًا. لكن في حال كان هدفك أكثر احترافية وترغب بالابتكار وصنع المشروبات بنفسك لأكبر عدد ممكن فماكينات صنع القهوة المطحونة والاحترافية هي الأنسب، كونها تساعد في تحديد نسبة القهوة الخاصة لكل مشروب وهي بذلك تلاءم المختصين أكثر من غيرهم.

على نفس الجانب، يجب ملاحظة أن جميع الآلات تختلف من حيث السعة والقوة وسرعة التسخين والتحضير من عدمه، سواء كانت تعمل بالكبسولات، الحبوب الكاملة وتقوم بطحنها ذاتيًا، أم تعمل بالحبوب المطحونة، كما أن الخيارين الأخيران تختلفان كذلك في وجود خيار تبخير الحليب من عدمه، كونها لا تأتي بهذا الخيار دائمًا وخصوصًا إذا كانت موجهة للاستخدام المنزلي.

لذلك، كلما زاد المزايا يرتفع السعر، وكلما كانت جودة التصنيع أفضل يرتفع السعر، وهناك علامات تجارية تتميز بذلك عن غيرها؛ ما يعني حصول المستخدم على جودة وقوة مضمونة عند امتلاك بعض الماكينات من العلامات التجارية الرائدة. ويمكن إيجاد أفضل ماكينات الاسبريسو في إكويب مع عشرات الخيارات المناسبة لمختلف الاستخدامات. 

معلومات غريبة عن القهوة وآلات صنعها بشكل عام

  • آلات الكبسولات دائمًا ما تكون أصغر حجمًا من الآلات الأخرى، وتكون بأسعار منخفضة وتتناسب مع الاستخدام المنزلي.
  • تكلفة فنجان القهوة عبر آلات الكبسولات أعلى مقارنة مع آلات القهوة المطحونة أو ذات الحبوب الكاملة.
  • آلات القهوة الاحترافية أكثر حفاظًا على البيئة كون ناتجها يمكن استخدامه في الأسمدة والزراعة وإنتاج الطاقة.
  • الات الكبسولات أكثر ضررًا على البيئة بسبب مخلفات اللدائن الناتجة عن تغليف الكبسولات.
  • آلات الحبوب المطحونة توفر أكبر نسبة تحكم مقارنة مع الآلات الأخرى.
  • تعتبر القهوة المعدة بواسطة آلات الاسبريسو أعلى من حيث نسبة الزيوت لكل فنجان مقارنة مع آلات التحضير الأخرى.
  • بالرغم من إعداد القهوة بطريقة سهلة في البيت أو المقهى، إلا أن وصولها يمر بخطوات طويلة ومعقدة تستهلك الوقت والجهد.
  • يحتاج إنتاج فنجان واحد من الاسبريسو بين 42-50 حبة قهوة.
  • كل فنجان اسبريسو يستهلك نحو 140 لترًا من الماء؛ منذ زراعته وحتى غسله وقطفه ثم تحضيره.
  • هناك آلة اسبريسو خاصة تم إنتاجها لخارج كوكب الأرض، ففي عام 2015 قام رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية بالاستمتاع بشرب القهوة خارج الكوكب لأول مرة.
  • تعرف البرازيل بكونها أكبر منتج للقهوة في العالم، لكن ما لا يعرفه الأغلبية هو احتلال فيتنام للمرتبة الثانية.
  • تتميز حبوب الربوستا بكمية كافيين ضعف حبوب ارابيكا.
  • يشتهر البريطانيون بحب الشاي وحفلات الشاي، لكن بريطانيا شهدت أول مقهى فعلي في العالم.
  • السبب الأكبر لانتشار وتوجه الناس نحو القهوة بالولايات المتحدة يعود لفرض الاحتلال البريطاني ضرائب باهظة على حفلات الشاي عام 1773.

ختامًا

في الوقت الذي تبدو فيه القهوة وطرق إعدادها أكثر ابتكارًا، وإقبال الناس عليها أكثر من أي وقت مضى. دعونا نتذكر أن حب القهوة وصناعتها لم يظهر وينتشر فجأة، فقد كانت المشروب المفضل للعديد من الناس حول العالم في القرون الماضية رغم قلة الترحال وصعوبة التنقل لنقل ثقافة القهوة، وهذا الأمر أثر حتى في الموسيقار التاريخي جون سيبستيان باخ الذي ألف معزوفته الهزلية الشهيرة Coffee Cantata بين عامي 1732 و1735 وتناول فيها الاقبال الكبير من الشابات في ذلك الوقت على القهوة، أي حتى قبل صنع أول آلة قهوة في العالم.

فإذا كان الاهتمام بالقهوة وشربها رائجًا قبل 4 قرون في البلدان التي وصلت إليها، فربما من الطبيعي رؤية هذا الإقبال الآن مع القدرة الكبيرة على تصدير واستيراد القهوة، والابتكارات في صنعها وتحويلها من قهوة بسيطة إلى عشرات المشروبات مع مذاق فريد يختلف مع كل منها.

تابعونا  على قناتنا على تلغرام ليصلكم كل ما هو جديد على موقعكم ثقفنا كل يوم; ولا تنسوا الدعم والمشاركة على مواقع التواصل الإجتماعي تقديراً لجهودنا المبذولة لكم; مع فائق الإحترام.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *