حلم كل فتاة بيوم عرس جميل يمر على خير ما يرام، وكيفما تتمنى هي وعائلتها وعريسها، فهو من أجمل الأيام لها ولعائلتها، ولا شك أن الأم هي أكثر الأشخاص التي تنتظر الفرحة لإبنتها لتراها بالفستان الأبيض وتكون أسعد الناس بعرس إبنتها، بعد أن قضت عمرها بتربيتها ووضعت كل جهودها لإسعادها وايصالها الى يوم الزفاف.

فاليوم أحضرنا لكم قصة عروس أبكت كل من قرأها وعرفها وعايش لحظاتها الأليمة، فبعد أن قاربت العروس ووالدتها من الإنتهاء من التجهيزات (الجهاز) للإستعداد ليوم العرس بعد أن وفروا وسائل الترفيه من إختيار الفستان ولا شك أن عريسها كان مشاركاً لها في أغلب هذه التجهيزات، ولكن كما يقول المثل” تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” فهذه القصة المؤثرة والتي عايشتها هذه العروسة ووالدتها تبكي القلب حزناً حيث تعبت الوالدة قبل العرس بأسبوعين وتبين بعد إجراء كافة الفحوصات أنها مصابة بسرطان الرئة.

إبنتها التي تخرجت من كلية الهندسة والتي شاهدتها تكبر في كل يوم الى أن تصبح عروسه ها هي تعاني من أصعب الأمراض قبل عرسها بأسبوعين، ولكن قلب الأم أصر أن تتم مراسم التحضيرات كما هو مفروض دون تأجيل أو توقف رافضة بشكل قطعي أن يتم التأجيل لهذا الزفاف، وأن تستمر الأمور كما هو مخطط له حتى يوم العرس.

ولكن للأسف ساءت حالة هذه الأم المضحية في يوم الزفاف ونقلت على إثرها الى المستشفى ولكنها قامت بالتوصية أن يستمر الزفاف وأن تقام الحفلة، ومضت العروسة الى حفل زفافها وحاولت جاهدة أن تكتم دمعاتها التي كانت تخذلها في بعض الأوقات، فكيف لها أن ترسم الفرحة وأن تشعر بها ووالدتها ترقد بالمستشفى، فما الذي حدث بعد فترة؟؟

فجأة بدون سابق إنذار ذهل الحضور بالعروس وهي تركض بإتجاه باب القاعة ولم تأبه لطول فستانها ولا لطرحتتها، وحملت ما تستطيع عليه ليسهل ركضها وجرت نحو الباب والحاضرون يترقبون بدهشة ما هو السبب الذي دفع العروس لتفعل ذلك، وهناك هو المنظر الذي يبكي العين، فالصورة يعجز العقل عن وصفها، وستبقى معلقة بأذهان الحضور الى الأبد، فالعروس ذهبت بسرعة بإتجاه باب القاعة عندما لاحظت أن مهجة قلبها والدتها تقف هناك لتحتضنها في منظر تقشعر له الأبدان، فالأم الحنون أبت إلا أن ترى فلذة كبدها وحياتها إبنتها وهي ترتدي الفستان الأبيض، ضاربه بعرض الحائط كل التحذيرات التي وجهت لها من الأطباء.

لم تأبه هذه الأم بالمخاطر التي ممكن أن تودي بحياتها وخرجت من المستشفى على مسؤوليتها، واستمر مشهد العناق والقبلات بين العروس ووالدتها، وبهذا المشهد لم يبقى صغيرة ولا كبيرة من الحاضرات وإلا وبكت بحرقة على هذا المنظر، فعلاً من أصعب المواقف التي يمكن للشخص أن يراها وصعب أن يمحى من الذاكرة.

وبعد فترة جاءت سيارة الأسعاف لتقل الوالدة بعد أن كحلت ولو لوقت قليل بعينيها فلذة كبدها ورؤيتها وهي عروس، فعلاً إنه من أصعب المواقف التي يمكن أن تعيشها إبنه ووالدتها.

اللهم أغفر لجميع أمهاتنا وأرحمهم جميعاً ولا يحرمنا منهم!! فمتى كانت آخر مره قمتم بتقبيل رأسها؟ ومتى كانت آخر مرة قبلتم أقدامها؟؟ فالجنة تحت أقدام الأمهات.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *