نبالغ احيانا بوصف الجمال فنربطه بجمال القمر بدراً عند اكتماله، فنقول مثلاً “بدر أربعة عشر” أو “مثل البدر” فهل يستحق منا القمر كل هذا المدح بجماله؟! وما حقيقة تأثير القمر بشكل سلبي على تصرفاتنا وحواسنا ومشاعرنا؟ أم أن القمر بريء من هذه الاتهامات ولا أساس لها من الصحة؟

من الواضح أن العلم توصل إلى حقيقة مخيفة، حيث أن للقمر عند اكتماله وجه آخر غير الذي نعرفه ونراه، فقطر القمر تقريبا يبلغ 3480 كم وهو كبير بشكل نسبي حيث تبلغ كتلته نسبة 1:80 من كتلة الأرض والمسافة بينه وبين الأرض 385000 كم وهي ليست بالمسافة الكبيرة إذا ما قارناها بالمسافات بين الكواكب والنجوم في الفضاء، لذلك يمكننا القول إن القمر يقع في حديقة منزلنا الخلفية.

هذا يعني إن تأثير جاذبية القمر على الأرض كبير، فالمد والجزر هما تأثير فعلي للقمر على البحار والمحيطات ويكون أكثر تأثيراً عند اكتماله بدراً (أي في اليوم ال14).

ماذا عن تأثير القمر على الإنسان؟
لقد توصل الباحثون والاخصائيون وبعض الدراسات أن للقمر تأثير سلبي على الإنسان فهو يؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم عند الإنسان لحده الأقصى، هذا من الجانب الجسدي، أما من الناحية النفسية فهو يؤدي إلى زيادة حدة التوتر والعنف لذلك فهو يزيد من الضغط النفسي.

هذا ما أثبتته العديد من الدراسات والأبحاث من ازدياد نسبة الجرائم والسرقات وحوادث الطرق وحالات الانتحار وحالات الطلاق عند اكتمال القمر بدراً، وهو ما فسره بعض المختصين بأن ذلك يعود لزيادة تأثير جاذبية القمر على أجسامنا وبالتالي زيادة نسبة الشوائب والمخلفات الدموية المترسبة في الأوعية الدموية وهو ما يؤدي إلى التأثير السلبي على الإنسان وعلى تصرفاته وانفعالاته.

علاج التأثير السلبي للقمر على أجسامنا
لم يتوصل العلم حتى الآن لعلاج فعال لتأثير جاذبية القمر على جسم الإنسان وتصرفاته وأفعاله، لكن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان من سنته صيام أيام 13 و14 و15 من كل شهر قمر، وإذا ما قمنا بالبحث عن الحكمة من الصيام، لعدنا لفكرة تأثير جاذبية القمر على الماء المنتشر على الكرة الأرضية محدثة المد والجزر للبحار والمحيطات، فكيف لا يؤثر القمر على أجسادنا التي تتكون بنسبة 80% من الماء (علما بأنها نفس نسبة المياه على الكرة الأرضية بالنسبة لليابسة عليها)، لذا فإن أفضل علاج لتقليل الأثر السلبي لجاذبية القمر بدرا هو التقليل من نسبة المياه في الجسم وهو ما يحدثه الصيام، وبما أن القمر يؤدي لارتفاع ضغط الدم فإن الصيام يحقق التوازن فالصيام يخفف من حدة ارتفاع ضغط الدم فيحدث بذلك توازناً بحيث يكون تأثير القمر بدراً في أدنى حالاته على الإنسان الصائم.

وكلنا يقين بأن رسولنا الكريم حين أوصانا بصيام الأيام البيض من كل شهر كان من وراءه حكمة وفائدة ومنفعة على جسد وعقل الإنسان، وصدق الله العظيم وهو أصدق القائلين

“وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى”

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *