منذ ما يقاب الثلاثة أسابيع تم نشر خبر العثور على بقايا من “سدوم” والتي نعرفها في الإسلام بمدينة “قوم لوط” والتي كانت قبل الميلاد منذ 3500 عام، والتي تم ذكرها في الكتب السماوية،وتم تفصيل ما حدث لـ “قوم لوط” في القرآن الكريم واصفاً ما حدث لهم وأن الله أنزل عليهم رجزاً من السماء جعلتهم كأنهم لم يكونوا وقلبت عاليها سافلها ولم ينج من قوم لوط إلا النبي لوط وعائلته إلا إمرأته قدر الله أن تكون مع الغابرين، وذلك على حسب ما تم روايته في القرآن الكريم.

حيث جاء في الآية رقم “35” من “سورة العنكبوت” بقوله: “ولقد تركنا منها آية بيّنة لقوم يعقلون”. أي أن الله ترك لنا إشارات لتدل على أن الله أبقى هذه القرية لتكون درس وعبرة للأجيال القادمة، ولكن في الواقع لم يتم العثور على “سدوم” او “قرية لوط” طوال هذه الفترة، الى أن جاء اليوم الذي تكتشف فيه بعثة آثار أمريكية، كانت طوال فترة عشر سنوات تبحث وتنقب في المنطقة التي يطلق عليها إسم “تل الحمام” في الأردن، حيث تم العثور على خرائب “سدوم” والتي تظهر أن الحياة قد توقفت فيها بشكل مفاجيء، وذلك على حسب ما ذكر البروفيسور Steven Collins القائم على رأس البعثة، وهو قادم من ولاية نيو ميكسيكو  “جامعة ترينتي ساوث ويسترن”

وفي لقاء مع البروفيسور كوللينز عندما تم نشر خبر العثور على آثار لـ “سدوم” في المنطقة الواقعة في الجنوب من الأردن يقول : أن الحياة قد توقفت فجأة” وقد قامت “العربية.نت” بمتابعة الموضوع منذ بدايته وقد تناقلت عنها أغلب المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام العالمية هذا الإكتشاف الجديد والتي تتابع حتى هذا اليوم كافة المستجدات على ما تم العثور عليه في الأيام الأخيرة، حيث يقول رئيس البعثة البروفيسور كوللينز:

“مبان قديمة وأدوات من مدينة كبيرة جدا كانت في العصر البرونزي (..) كانت دولة ضخمة سيطرت على كل منطقة جنوب غور الاردن”

“سدوم” في منطقة تل الحمام الواقعة في الجنوب من الأردن:

هذه المدينة قد تم ذكرها في التوراة أيضاً في “سفر التكوين” حيث جاء فيه أن هذه المدينة قد عاقبها الله بواسطة النار والكبريت، ولكنها في الواقع لم تتهدم كلها كما كان يتوقع الباحثون، وقد إعتبر كوللينز أن هذا الإكتشاف الجديد يمكن إعتباره كنز حقيقي لعالم الآثار من حيث نشأة وإدارة المدن التي كانت قبل التاريخ بين الفترة 1540 الى 3500 ما قبل الميلا، حيث يقول:

“أن المعلومات عن الحياة في منطقة غور الاردن بالعصر البرونزي لم تكن متوفرة قبل تنقيبات البعثة الأميركية، ولا وجود حتى لاشارة في معظم الخرائط الأثرية عنها بأن مدينة قديمة كانت فيها”.

ويستكمل كوللينز واصفاً المدينة بأنها مكونة من قسمين، القسم الأول في الأعلى والثاني في الأسفل، حيث يتواجد فيها جدار مصنوع من الطوب الطيني، وهو بإرتفاع 10 أمتار وعرضه 5.2 أمتر، ويوجد بها بقايا من بوابات كانت لمعبد، وأبواب مماثله لها للأبراج، كما يوجد ساحة كبيرة رئيسية، إضافة الى وجود موقع مدعّم بحمايات خاصة فكما يبدو أن هذا المكان كان مميزاً لـ “قوم لوط”، وكافة المنشآت الباقية مبنية من الطوب، وعلى حسب ما هو ظاهر من الإكتشافات أن الحياة في هذه المدينة قد توقفت فجأة بشكل كامل وذلك في منتصف العصر البرونزي، ويجري حالياً البحث في الأسباب التي أدت في هذه المدينة الى هذا الحال وذلك بإستخدام التقنيات الحديثة للوقوف الى ما سبب هذا التوقف المفاجيء في الحياة في مدينة “سدوم” أو مدينة “قوم لوط” ولكن القرآن أشار الى كل ما حدث واصفاً ما حدث “لقوم لوط”  ومع النبي لوط كما في الآيات الكريمة التالية:

هل تعلم كم كان حجم قوم عاد الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم، لن تصدق هذا!

قائلاً: “فاتقوا الله وأطيعون” وهي الآية 163 من “سورة الشعراء” بالقرآن، إلا أنهم صدوه: “قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين” (الشعراء:167) فأصرّ وقال: “أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين” (الأعراف:80) وشرح أكثر: “أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر” (العنكبوت:29) عندها تحدوه استخفافاً قائلين: “ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين” (العنكبوت:29).

وراح لوط يستغيث: “رب نجني وأهلي مما يعملون” (الشعراء:169) فأرسل إليه ملائكة طمأنوه “وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك” (العنكبوت:33) وأخبروه بما سيفعلون “قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين” (العنكبوت:31) وشرحوا: “إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون” (العنكبوت:34) ثم بدأ القصاص الموعود: “فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود” (هود:82) “فأخذتهم الصيحة مشرقين” (الحجر:73) وتحقق الوعد: “فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين” (الأعراف:83)، “ولقد تركنا منها آية بيّنة لقوم يعقلون” (العنكبوت:35).

وبالصور التالية إكتشاف آثار مدينة لوط أو “سدوم” في الجنوب من الأردن، ويوجد فيديو للإكتشاف في الأسفل:

قوم لوطقوم لوطقوم لوطقوم لوط

قوم لوط1

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *