تختلف مناطق الـ “الدغدغة” في الجسم، فبعض الأجزاء تكون حساسة جداً مثل أسفل القدمين والإبطين والفخذين وأيضاً منطقة الخاصرة، وأيضاً تختلف ردود الفعل من جسم الى آخر، فالبعض تصيبه نوبة ضحك هستيرية مباشرة والبعض الآخر يكون إستقباله للضحك بشكل أبطأ، والبعض الآخر وهذا نادر لا تصيبهم أي ردود فعل أمام الـ “الدغدغة”.

ما هي الدغدغة:

هي عبارة عن ردود فعل لا إرادية تحدث في الجسم في بعض أجزاءة نتيجة تأثيرات خارجية، تسبب ردود فعل مثل نوبات من الضحك ولا يستطيع الإنسان التحكم بها، وقد تصيبه بعدم المقدرة في التحكم بيديه مثلاً من أجل رد الهجوم على مناطق الدغدغة عنده، بل يستسلم للضحك الهستيري، والذي يجده ممتعاً في أغلب الأوقات، ولكن السؤال هنا كيف تتم هذه العملية، وما الذي يحدث في الجسم حينها؟؟

دعونا في البداية نتحدث عن المناطق في الجسم والتي تصيب صاحبها بالدغدغة: الإبطين، أسفل القدم، الشفتين وممكن اللسان، فإذا أخذنا أسفل القدم كمثال على إعتباره من أكثر المناطق حساسية للدغدغة فالسبب يعود الى إحتواءه على متحسسات صغيرة، وهذه بدورها تتحسس الحرارة الى جانب البرودة أو أية تغييرات مفاجئة تصيب القدم، وتعمل على نقل هذه المعلومات مباشرة الى الدماغ والذي بدورة يرسل إيعازات لهذه المتحسسات بالتعاطي مع هذا التأثير الخارجي، وكذلك الحال مع الإبطين لإحتوائه على هذه المتحسسات بصورة أكبر عن بقية الجسم بالإضافة الى اللسان والشفتين أيضاً.

وفي هذه الحالة فإن الدماغ يعتبر هذه الملامسات من التأثيرات الخارجية المفاجئة على المناطق الحساسة في الجسم وبدوره يتفاعل معها بإظهار ردود الفعل السريعة لحماية الجسم من الإصابة حيث أن الدماغ لا يستطيع أن يميز بين الدغدغة في البداية مع وخزة البعوضة على سبيل المثال.

ولكن على الرغم من كثرة التطورات والأبحاث والعلم الحديث لم يستطع أن يجد لحد اليوم أي تفسير علمي دقيق للدغدغة، على الرغم من الكثير من المعطيات الطبية، الى جانب أنه يمكن إعتبار الدغدغة حالة من حالات التآلف الإجتماعي، حيث في مقابلة على موقع “شبيغل أونلاين” الإلكتروني الألماني للطبيب مانفريد شبيتسير من المستشفى الجامعي مضيفاً:

 “عندما يقوم الناس بدغدغة بعضهم البعض يبدؤون بنوبات من الضحك بعد ذلك، وهذا قد يعني أن الدغدغة والضحك والتعلق بشخص ما مرتبطة ببعضها. وعملية الدغدغة تزداد مع الأشخاص الذين نميل إليهم، لكن هنالك اختلاف في المناطق الأكثر تعرضا للدغدغة من شخص لأخر، وقد يعتمد ذلك على شخصية الإنسان”

بينما تخبرنا الأخصائية في الأعصاب كريستينه هاريس من جامعة كاليفورنيا:

” أن الدغدغة هي فقط رد فعل لحماية الأجزاء الحساسة في الجسم. وهذا ما يفسر وجود مواقع عديدة حساسة للدغدغة في الجسم. ويمكن مشاهدة ذلك بوضوح عند ملامسة شعرة واحدة لجزء خالي من الشعر في الجسم، وهو ما يسبب شعورا غريبا يسبب الدغدغة للإنسان، لأن هذه الملامسة غير الضارة للشعر تشبه ملامسة بعض الحشرات و وخزاتها للجسم، والتي قد تكون ضارة جدا”.

بينما تقول الخبيرة أنغريد مول من مستشفى هامبرغ-إبيندورف:

“حتى في أماكن الأعضاء الجنسية نكون حساسين للدغدغة. ويمكن أن يسبب ذلك شعورا طيبا عند المتلقي. ومخ الإنسان كان قد تعلم بمرور الوقت أن ينتج أحاسيس مختلفة حسب المناطق التي تتعرض للدغدغة”.

ولكن هل لاحظتم يوماً أنه إذا حاولتم دغدغة أنفسكم فإن هذه العملية لا تنجح إلا بشكل نادر، والمرضى النفسيون فقط هم من يستطيعون عمل هذا، وهذا بسبب أن الدماغ يعرف مسبقاً بهذه الإيعازات التي يصد{ها للدغدغة وما هو مصدرها وكيف ستحدث، وبالتالي فإن الدماغ يعرف أنها غير ضارة للجسم، ولا يعتبرها خطيرة مثل لدغة الناموس، ويقول الطبيب شبيتسير أن المناطق التي لا نستطيع رؤيتها تكون ردود فعلها للدغدغة أكبر مثل أسفل القدمين.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *