الحد الأدنى للأجور والصحة العقلية ، منذ أن اجتاحت جائحة كوفيد-19 العالم، مخلفة رواءها العديد من الأزمات الاقتصادية والسياسية، ظهرت العديد من المخاوف المترتبة على تلك الأزمات، والتي قد يكون لها تأثير كبير على صحة الإنسان العقلية، ويعود السبب في ذلك لزيادة التفكير في ظل تعطل كافة مناحي الحياة، وتوقف العمل، والإغلاق المستمر للمنشآت والمصانع والشركات.

وفقاً للأبحاث والدراسات الجديدة التي قام بها خبراء الصحة العقلية، تبين أن رفع الحد الأدنى من الأجور وزيادتها ولو بمعدل قليل، قد يساهم بشكل أو بأخر في الحد من ظاهرة الانتحار، وهذا ما أكد عليه الصحفي المختص في قضايا الصحة العقلية، “جيسون تشيركيس”.

لم يتوانى “جيسون تشيركيس” في البحث عن بيانات الموتى الديموغرافية، ولا دراسة تشخيصهم النفسي، بل عمل أيضاً على التحقيق في طرق انتحارهم، ودراسة تفاعلاتهم مع مؤسسات الصحة العقلية، بدءً من تجاربهم السريرية، وصولاً إلى جلسات العلاج التي تلقوها، وبدوره أشار على أن معظم أولئك الذين انتحروا خلال العاميين الماضيين، لم يكن السبب الرئيسي وراء ذلك هو افتقارهم للرعاية الصحية، بل كان تضورهم للجوع هو السبب الرئيسي وراء ذلك.

أزمة الصحة العقلية وفيروس كورونا

الحد الأدنى للأجور والصحة العقلية
الحد الأدنى للأجور والصحة العقلية

يؤكد “جيسون” على أن زيادة الحد الأدنى للأجور، سيساهم بكل تأكيد في تقليل معدلات الانتحار في العالم، وأضاف أن جائحة كوفيد-19، أثارت العديد من التساؤلات المتعلقة بأزمة الصحة العقلية، وشدد على ضرورة اعتبار قضية الأجور قضية اقتصادية وسياسية مهمة لا يجب التغاضي عنها نتيجة لما يحدث في العالم من شلل لكافة مناحي الحياة.

وفي كتاب انتشر مؤخراً يحمل عنوان “اليأس والرأسمالية ومستقبلها”، تبين على أن الأشخاص الذي يحملون شهادات جامعية يكسبون أمولاً أكثر مقارنة بأولئك الذين لم يكملوا تعليمهم، وأضافت أن فرص الزواج عند أولئك الذين يمتلكون شهادات جامعية أكبر بكثير، مقارنة بغيرهم، إضافة إلى أنهم أقل عرضة للإصابة بخيبات الأمل وتقلبات الحياة.

أفاد عدد من الباحثين في جامعة “North Carolina” في عام 2019، أن زيادة راتب العاملين والموظفين دولاراً واحداً لكل ساعة عمل، قد يساعد في الحد من حالات الانتحار بنسبة 8%، كما وأكد الباحث والمختص في الطب النفسي “أوسكار سولومون” أن تقاضي الفرد للأجور المتدنية، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى عدم قدرته على تلبية حاجاته الأساسية، وسداد ديونه، والتخطيط للمستقبل المشرق لأبنائه، الأمر الذي قد يضطره إلى الحصول على الأموال من خلال طرق عديدة غير مشروعة.

صدمات مرحلة الطفولة والحرمان الاقتصادي

وفقاً لما أشار إليه الصحفي الكاتب والمدون “جيسون” تبين أن الاكتئاب الحاد والاضطرابات التي يعيشها الفرد، لا علاقة لها بحالات الانتحار، بل اتضح أن المشكلة الأساسية تبدأ بالظهور في مرحلة الطفولة، فبعد أن يتعرض الفرد لعدة صدمات في تلك المرحلة، وتصل به الحالة إلى الحرمان الاقتصادي، تبدأ فكرة الانتحار بالتمحور في عقله، وشيئاً فشيئاً بعد أن يتعرض لعدد من خيبات الأمل، يسارع للبحث عن أفضل طريقة للانتحار.

فوفقاً لما صرحت به أخصائية ومعالجة نفسية، قالت بأن هناك امرأة انتحرت مؤخراً بعد أن كانت مضطرة لبيع كافة ممتلكاتها الخاصة من أجل سداد نفقاتها المالية، وفي حقيقة الأمر، أن كثرة الديون، والشعور بالحرمان الاقتصادي، والتضور جوعاً بشكل مستمر، هم أسباب رئيسية وراء انتحار عدد كبير من الأشخاص في كل عام، كما وبين الأبحاث والدراسات العقلية إلى أن عدم قدرة الفرد على سداد أجار السكن في كل شهر، قد يؤدي إلى إصابته بالعديد من الأمراض العقلية التي يُصاب فيها الأشخاص بعد تجاوزهم سن الـ70 عاماً.

وما تجدر الإشارة إليه، أن انشغال تفكير الفرد في الحصول على الأموال من أجل إشباع الحاجات الأساسية أو سداد أجرة السكن، وما إلى ذلك، قد يقوده في النهاية إلى ارتكاب جريمة شنيعة، أو سرقة، أو قد يقوده ذلك في نهاية المطاف إلى الانتحار، وبينت دراسة حديثة إلى أن حصول الفرد على وظيفة ما يحقق منها دخلاً مالياً كافياً تساعده على إشباع حاجاته الأساسية، قد تساعده بشكل كبير في أن يكون شخصاً صالحاً، ومثالاً يحتذى به في المجتمع، ولا يقتصر الأمر فقط في الحصول على وظيفة، بل يمكن للفرد أن يمارس بعض الأعمال من خلال الإنترنت للحصول على عائد مالي شهري لسد حاجاته، أو أن يمارس الألعاب المجانية والتي قد تساعده في الحصول على الأموال، كألعاب الروليت المجانية، وللتعرف أكثر أفضل ألعاب الروليت المجانية، قم بزيارة : https://www.arabicbet.org/roulette/play-free

حياة العمال ذوي الدخل المنخفض

من المهم جداً معرفة أن هناك علاقة وطيدة بين الفقر وعدم المساواة، والتي تؤدي بطريقة أو بأخرى إلى تقويض رفاهية الإنسان، وفي المقابل تعمل على ترسيخ فكرة الانتحار في عقله، بحسب ما صرحت به طبيبة الصحة العقلية “هاوسمان ستابيل”.

ووفقاً لدراسة أجريت على عدد من الفتيات، تبين أن هناك عدد كبير منهم يشعرن بأن مستقبلهن أصبح في خبر كان، وأن أهدافهن في الحياة قد عفا عنها الزمان، لا سيما شعورهم باليأس أصبح أكبر.

فمعظم العمال يفتقرون للمهارات الإضافية والتي قد تُتيح لهم المجال وتفتح لهم الأفق من أجل العمل في وظائف أو منشآت أخرى، لذا يتحتم عليهم  الاستمرار في عملهم رغم تلقيهم أجوراً منخفضة، وبناءً على ذلك أصبح من الواجب العمل على زيادة الحد الأدنى للأجور، لا يعني ذلك أن نمنح العمال رواتب أفضل، بل أيضاً يجب أن ندرك أن ذلك سوف يساعدهم في تحسين صحتهم العقلية.

تابعونا  على قناتنا على تلغرام ليصلكم كل ما هو جديد على موقعكم ثقفنا كل يوم; ولا تنسوا الدعم والمشاركة على مواقع التواصل الإجتماعي تقديراً لجهودنا المبذولة لكم; مع فائق الإحترام.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *