القلق من مصل الكورونا ، اجتاح فيروس كورونا عالمنا مطلع عام 2020، وأخذ شهر تلو الأخر ينتشر في أماكن جديدة حاصداً الأرواح ومسبباً للمتاعب لمدة أيام أو أسابيع لأرواح أخرى. تكمن خطورة فيروس كورونا في أنه قادر على تطوير نفسه بسهولة، ليتخذ أشكال جديدة للأعراض تختلف من شكل لأخر؛ حتى أن هذا الفيروس اللعين وصل إلى مرحلة إنتاج سلالات جديدة بالكامل مثل كوفيد 20 الذي ظهر في بريطانيا. الوجه الآخر لأزمة كورونا هي أنه إلى الآن لم يتم التوصل لحل نهائي يقضي تماماً على الفيروس، وذلك على الرغم من الاجتهادات الكبيرة التي قام بها العلماء والأطباء على حد سواء للحد من تأثير الفيروس سواء عن طريق الأدوية في البداية ومن ثم محاولة التوصل إلى مصل يقضي على الفيروس.

اكتشاف مصل للكورونا

من اليوم الأول لظهور حالات الكورونا في الصين بدأ العلماء إجراء الكثير من الأبحاث العلمية حول هذا الفيروس المستجد، وبعد انتشاره بشكل سريع في كافة دول العالم ازدادت الأبحاث العلمية أكثر وأكثر بغية القضاء على هذا الفيروس ومنع شره عن العالم. فقد توصلت روسيا لاختراع أول فاكسين ثم توصلت الصين والمملكة المتحدة لمصلين أخرين. يأمل مُخترعي تلك الأمصال أن يتمكنوا من القضاء على كورونا، فهم لم يكن لديهم الوقت الكافي لتجربة الفاكسين لفترة طويلة وعلى حالات مختلفة للتأكد من قدرته وفاعليته.

مخاوف بشأن الفاكسين

على عكس المتوقع، سادت مشاعر القلق والخوف من المصل الجديد معظم سكان دول العالم. فبدلاً من أن يكونوا سعداء بشأن التوصل إلى علاج في أقل من عام واحد فقط على ظهور المرض، ساد الشك في قدره هذا المصل على إنهاء الأزمة العالمية التي أثرت في حياة كل فرد على سطح كوكب الأرض.  السؤال هو لماذا سادت المشاعر السلبية والمخاوف حول الفاكسين؟

  • قصر فترة التجربة: كما أشرنا من قبل، اجتياح فيروس كورونا للعالم لم يمكن العلماء من تجربة الفاكسين لوقت كافي بسبب رغبتهم في التعامل في أسرع وقت مع الفيروس وحصر انتشاره. فالناس عادة تخشى من تجربة الأشياء الجديدة، وخصوصاً إذا ما تعلق الأمر بصحتهم والمجازفة بها. فطبع البشر هو عدم الاطمئنان لتناول أي عقار قبل تجربته لعدد من السنوات على مختلف الحالات والتأكد من أن كل شيء على ما يرام، ليس فيما يتعلق في قدره المصل على العلاج، وإنما أيضاً في عدم وجود أثار جانبية له.
  • الأخبار السلبية عن المصل: تم تداول بعض الأخبار السلبية في المواقع والقنوات الإخبارية حول عدد من الأعراض الجانبية التي أصابت الأشخاص الذين تناولوا العقار الخاص بكورونا، فقد المح البعض لأن الأثار السلبية عديدة حتى أنها وصلت إلى موت شخصان من الذين أخذوا الفاكسين. فكان لتلك الأخبار وقع سيء على مسامع الناس جعلهم لا يريدون أن يقتربوا من هذا الدواء على الأطلاق.
  • قصر مدة الوقاية: تباين أراء العلماء في الفترة التي يكون فيها جسم الإنسان قادر على مقاومة المرض، وأن كان هناك شبه اتفاق على أن مدة مقاومة الجسم للمرض قد تكون سنة واحدة. رأى عدد ليس بقليل أن هذه مدة قصيرة جداً لقوة المصل وأن الأمر برمته لا يستحق المخاطرة من أجل فترة حماية ليست طويلة. فقد عبر الناس على أن المصل يجب أن يكون مدى الحياة كباقي أنواع التطعيمات التي تقضي على احتمالية الإصابة بشكل نهائي.
  • نسبة التعافي الكبيرة: بفضل نسب التعافي الكبيرة التي وصلت إلى 97% من أجمالي عدد المصابين، يرفض الكثير من الناس أخذ مصل غير مُجرب أي المخاطرة في مرض بالأرقام هو نسب شفاؤه مرتفعة. الجدير بالذكر أن النسبة الأكثر من الشباب يرفضون تجربة المصل لنفس السبب وخصوصاً أن أجسادهم تتمتع بقوة وقدرة على هزيمة الفيروس، حتى أن كثير من الشباب يُصابون بالمرض ولكن لا تظهر عليهم أية أعراض على الأطلاق.

القلق من مصل الكورونا

تجدر الإشارة إلى أن هناك حالة من التقرب لدى غالبية الناس حول أخذ المصل الجديد من عدمه. فهناك مجموعة قد قررت أخذ المصل وتجربته، وباقي الناس ينتظرون ويراقبون إذا ما سوف تظهر أي أعرض جانبية أم لا. فبناء على الحالة الصحية لمن تناول الفاكسين، سوف يقرر باقي العالم إذا ما سوف يتجاوب أم لا.

الخوف هو أكبر خطر يهدد الإنسان

علينا أن نعترف أن الخوف هو المحرك رقم واحد في حياة الإنسان. فالإنسان يعمل بجد خوفاً من أن يفقد عمله أو أن تجوع أسرته. فهو يهتم بصحته خوفاً من التعب والموت. الإنسان يبحث عن أن يطور من نفسه، خوفاً من أن يصبح تقليدي. فكما للخوف نتائج سلبيه، فهو له إيجابيات أيضاً. كما أن الإنسان يخاف من أن يُصاب بالملل ويبحث كل يوم عن أشياء يقوم بها من أجل المرح والتسلية، بشكل يصل في بعض الأحيان إلى نتائج خطيرة مثل الأدمان على اللعب. فقد أثبتت الدراسات على أن هناك علاقة وثيقة بين ادمان القمار والوسواس القهري الذي يجعل الشخص لا يريد التوقف عن لعب القمار. في هذه الحالة لا يكون الحل هو محاولة التوقف عن لعب القمار لأن خوف الإنسان من انسحاب متعة القمار من حياته سوف تكون كبيرة، لكن الحل هو التعامل مع الوسواس القهري عن طريق طلب مساعدة نفسية متخصصة.

إذا كنت في حاجة للمساعدة .. أطلبها اليوم بدون تردد!

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *