النطف المهربة، كثيراً ما يعاني الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلي من الاضطهاد والقهر، وأكثر من ذلك، فهم يعانون فقدان الأمل خاصة أولائك من حكموا بالسجن المؤبد، أما زوجاتهم القانطات فهن في سجن أعظم فقد حكم عليهن هن أيضا بالعقم غالبا، فمن المعروف أن عمر المرأة الإنجابي محدود، وعند الحكم على زوجها الأسير بالمؤبد وحتى لو حصلت تسوية سياسية وخرج قبل انتهاء المدة فغالبا ما لا تتمكن هذه الزوجة من الإنجاب لكبر سنها.
طالما عودتنا فلسطين على الخيارات المفتوحة في أصعب الظروف، وتحديدا في قضية إنجاب زوجات الأسرى في سجون الاحتلال فهناك حل، لم يكن يخطر على بال أحد من قبل، فقد تبنى مركزا للإخصاب في مدينة نابلس هذه القضية، وأخذ على عاتقه كافة التكاليف المادية، لكن الأهم من ذلك هو نطفة الزوج، فكيف سيتم الحصول عليها؟!
لقد أخذت هذه الفكرة وقتا طويلا في البحث والنقاش، خاصة وأن لها أبعاداً اجتماعية ودينية خطيرة، فقد ظهرت هذه الفكرة خلال الاجتياحات الإسرائيلية لمناطق الضفة الغربية وما تبعها من استشهاد وأسر الكثيرين من الشباب في العام 2003، لكن التطبيق العملي للفكرة ظهر في منتصف العام 2012 حين رزق الله عائلة أسير محكوم بالمؤبد ل27 مرة ب”مهند” وهو أول طفل من نطفة مهربة، لتتكرر التجربة بعد ذلك مرات ومرات وتنجح العديد منها.
كيف يتم تهريب النطف من السجون الإسرائيلية؟
يبرع الفلسطينيين بإيجاد سبل جديدة في تحدي الاحتلال الإسرائيلي، وإحدى هذه السبل هي النطف المهربة، ومن المعروف أن الأسير الفلسطيني لا يمكنه التواصل مع ذويه أثناء زياراتهم القليلة مباشرة، ومع ذلك فقد وجدوا آلاف الطرق لإخراج نطفهم، فالنطفة المستخدمة صغيرة لدرجة أنهم قد يضعوها في غطاء قلم حبر أو هدية صغيرة مصنوعة يدويا يتم تسليمها لذويهم، كما أن الأطفال صغار السن يمكنهم التواصل المباشر مع والدهم، وهذا يمكنه من تهريب هذه النطفة مخبئة داخل هدية صغيرة منه.
الموقف الديني والاجتماعي من إنجاب أطفال من النطف المهربة؟
لم يتم الشروع بفكرة إنجاب أطفال من نطف مهربة من السجون الإسرائيلية إلا بعد الحصول على فتوى شرعية من الدكتور يوسف القرضاوي وكذلك الشيخ حامد البيتاوي، أما من الناحية الاجتماعية فتتبع العائلات الراغبة بالإنجاب من خلال النطف المهربة سلسلة من الإجراءات تبدأ بعد الحصول على النطفة المهربة بالإعلان بوسائل الإعلام المختلفة عن رغبتهم بالإنجاب وبدأهم بإجراءات زراعة النطف المهربة في أرحام زوجاتهم من خلال أحد مراكز الإخصاب المحلية، وذلك حتى لا يجد المشككين في ذلك فرصة للبلبلة والإساءة لنساء الأسرى.
وهذا تقرير مصور يظهر اسير رزقه الله بتوأمين مجد وجنى من نطف مهربة من سجون الإحتلال
التعليقات