الصلاة هي أمر جلل بكل معنى الكلمة، فالصلاة هي الوقت التي تقابل فيه ربّك وتتواصل معه، لذلك فيجب على تلك المقابلة أن تكون في أفضل حالاتها، أليس كذلك؟ لذلك سنناقش معكم في هذا المقال طريقة الصلاة الصحيحة والمثالية والتي نأمل من خلالها أن يتقبلنا الله عبادًا مخلصين له، الصلاة الصحيحة هي الصلاة الإبراهيمية وهي الصلاة التي أقر رسول الله بطريقة صلاتها وتنفيذها، وسميت الصلاة الإبراهيمية بهذا الاسم نسبةً إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام وهذا نظرًا لمكانته بين الأنبياء، حيث أنه كان يُسمى بخليل الرحمن، والصلاة الإبراهيمية هي الصلاة التي نصلي بها جميعًا والتي نقول فيها: “اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم”.
قال مسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد، فأكثروا الدعاء” وهذا حديث يزرع فينا الشعور بأهمية الصلاة في الشريعة الإسلامية، لذلك سنبدأ الآن في عرض خطوات الصلاة المثالية، هيا بنا:
الخطوة الأولى: التحضير جيدًا
التحضير للصلاة هي خطوة روحانية رائعة تبعث فينا أحاسيس لا يمكننا إنكار جمالها، يتم التحضير للصلاة من خلال التطهّر، وهناك ثلاث ألوان للتطهر في ديننا الحنيف وتعتمد على حالتك في حينها، وهي كالتالي:
- التيمم: يتم التيمم فقط في حالة إستحالة الوصول للمياه، ومن خلاله يتم تنفيذ خطوات الوضوء المعتادة لكن دون ماء، لكن عليك أن تعلم أنه وإذا كان بمقدورك الوصول للمياه فلا يصح التيمم.
- الوضوء: عملية الوضوء تهدف إلى تطهير الجسم في الحالات المعتادة مثل التبول، التبرّذ أو خروج الدم، وكيفية الوضوء سهلة وبسيطة وجميعنا على علم بها.
- الاغتسال: الاغتسال هو أعلى درجات التطهّر، ويجب على المسلم أن يغتسل قبل الصلاة في حالة الجماع، الحيض أو النفاس، ويجب أن تكون عملية الاغتسال متقنة وتطول جميع مناطق الجسم خاصةً تلك التي تم الاغتسال بسببها.
الخطوة الثانية: الصلاة
في هذه الخطوة نعرض عليكم كيفية الصلاة الصحيحة والتي تتكون من عدد كبير من الخطوات، صحيح أن جميعنا على علم بها لكن لا ضرر من إلقاء نظرة متفحصة عليها:
- تحديد القبلة: أول الخطوات هي تحديد القبلة الصحيحة والصلاة في اتجاهها، وهو أمر أصبح في غاية السهولة خاصةً مع التقدم التكنولوجي الذي نعيشه هذه الأيام.
- نية الصلاة: يجب قبل أن تبدأ في الصلاة أن تنويها، ونية الصلاة تتم من القلب إلا أن بعض الناس يرددون عبارة “اللهم نويت الصلاة” قبل بداية الصلاة، وهو أمر غير مكروه، المهم هنا وجود النيّة.
- تكبيرة الإحرام: التكبيرة في الصلاة تعني بدايتها، وتسمى بالإحرام نظرًا لحرمانية إيقاف الصلاة أو قطعها، وهنا يجب على المسلم أن يقول “الله أكبر” بصوت مسموع وغير مرتفع.
- استفتاح الصلاة: ويتم هذا الأمر بوضع اليد اليمنى فوق اليسرى ومن ثم قول دعاء الاستفتاح.
- القرآن الكريم: يجب أن يقرأ المسلم القرآن الكريم أثناء الصلاة، وهو أمر منطقي، حيث أن كل ركعة من ركعات الصلاة تبدأ بقراءة سورة الفاتحة ومن ثم قراءة ما تيسّر من القرآن الكريم، يمكن أن يتم أداء الصلاة بالفاتحة فقط لكن يستحسن قراءة القرآن لما في ذلك من أجر وثواب كبيرين.
- الركوع: بعدما بدأت الصلاة وتمت قراءة الفاتحة وما تلاها من قرآن يبدأ المسلم في الركوع وهو إنحناء لله سبحانه وتعالى وهنا يردد المسلم “سبحان ربي العظيم” لثلاث مرّات.
- السجود: السجود هو الخطوة التالية مباشرةً للركوع، لكن قبل السجود يرفع الإنسان نفسه من الركوع أولًا ويردد العبارة “سمع الله لمن حمده” ومن ثم يقول “ربنا ولك الحمد كثيرًا وطبًا مباركًا ملء السموات والأرض”، ثم ينزل المسلم على ركبتيه ويسجد ويردد “سبحان ربي الأعلى” وعندما يرفع المسلم جسده بين السجدتين يبدأ في قول “رب اغفر لي واهدني وارحمني واجبرني وبهذا تنتهي الركعة الأولى.
- في الركعة الثانية والرابعة يتلو المسلم التشهد بعدما ينتهي من سجدتيه، وهنا تحقيق للصلاة الإبراهيمية، وفي الركعة الرابعة تنتهي الصلاة بالتسليم، أو في الثانية أو الثالثة حسب الصلاة التي يؤديها المسلم.
ما هو دعاء الاستفتاح؟
««اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد»» صحيح رواه البخاري ومسلم في الصحيحين.
يمكنك أن تقرأ مئات المقالات في الشأن الإسلامي من خلال موقع مقالات، كذلك لا تنسى ترك تعليقاتك واستفساراتك.
التعليقات