كيف تتحقق الأحلام ، كُلّ واحد منا له حلمه الكبير أو الصغير الذي يسعى جاهداً لتحقيقه، أو على أقل تقدير يتمنى تحقيقه، فمنّا من يحلم بأن يصبح في مستقبله شخصية مرموقة ويحظى بتقدير الجميع، أو أن يحصل على وظيفة جيدة تُسهل له حياته بأكملها.
ومنا من يحلم بتحقيق نجاح ما كالنجاح في الدراسة أو النجاح في مشروع أو حتى النجاح في التقدم لأحد الوظائف، كُلنا نحلم، ولم نفكر يوماً كيف نجعل تلك الأحلام حقيقة، ولم نتعامل مع أحلامنا يوماً كشيء يجب حدوثه مهما كلّف الأمر.
كيف تتحقق الأحلام
ويرى الكثيرون بأن الأحلام ترتبط إرتباطاً وثيقاً بأيام الطفولة وببدايات مرحلة المراهقة، وبعد تعدي الإنسان لهاتين المرحلتين ودخوله في مرحلة البلوغ العقلي فإنه سيتخلى عن أحلامه، وشيئاً فشيئاً سيتضائل كل شيء كان يفكر به، وكأنه كانَ أحمقاً حين حلمَ وتَمنى، ولكن هذا ليسَ صحيحاً فالأحلام لا ولم ترتبط يوماً بعمر معين، ولكن قد تختلف طبيعة الأحلام من عمر لآخر لتصبح الأحلام أكثر واقعية وجدّية.
لماذا نحلم؟
ولأجل أن نحقق حلمنا أو أحد أحلامنا علينا أولاً أن نسأل أَنفسا بعض الأسئلة (بماذا نحلم؟ وهل حلمنا يحقق الفائدة أم الضّرر ؟ وما تأثير حلمنا على محيطنا وعلى أنفسنا؟ وماذا سَيُضيف لنا هذا الحُلم؟ ).
فإن كانت إجاباتك على الأسئلة السابقة كلها ايجابية وكلها فيها الفائدة، سَيكون حينها أَمامك السؤال الأهم والذي ستنطلق منه (كيف سأحقق حُلمي؟ ).
عليكَ أولاً أن تؤمن بأنّ حلمك سيتحقق، وأنكَ قادر على تحقيقه، وأنك ستفعل كل ما بِوُسعك لأجله، ولكن إياكَ أن تتبع مَبدأ (الغاية تُبرر الوسيلة)، لأنك بذلك ستحطم حلمك بَدلَ بِنآءه، وعليكَ أن تَسير في طريق تحقيق حُلمك شيئاً فَشيئاً دونَ عَجلة، لِكي لا تَقع.
وعلى سبيل المثال لنتخيل أن أحداً ما يحلم بقبوله في وظيفة ما، فإنّ الطريق لتحقيق حلمه يعتمد على امكانياته ومؤهلاته، فمثلاً تلك الوظيفة تعتمد على أن يتحدث بلغتين أو أكثر، وأن يكون صَبوراً ويتحمل ضغوط العَمل، وأن يكون سلساً لطيفاً في تعامله مع الآخرين، عندها لتحقيق حلمه أو طموحه عليه أن يبدأ بتعلم لُغة جديدة، وأن يُدرب نفسه على الصّبر والتحمل وأن يحاول أن يكون سلساً مع محيطه ويُصبح أكثر قُدرة على التواصل مع الآخرين.
وأَخيراً ترتبط الأحلام بالطموحات إرتباطاً وثيقاً، إلا أَنّ الأحلام يغلب عليها طابع الإستحالة من حيث رُؤية الناس، إلا أنّ الطموحات تندرج تحت بند الأمور التي يجب تحقيقها، ونصيحة أخيرة لَكَ قارئنا العزيز، اختر حُلمك بعناية، وعندما تبدأ بتحقيقه تمهّل وكُن دَقيقاً حَذراً لكي لا تَقع في شباك الفَشل فتيأس.
أطلقوا أحلامكم مهما كان حجمها أو حجمكم، وأخبروا هذا العالم أنه لا يوجد مُستحيل يقف في طَريقكم، تحدو كُلّ شيء، وتحدو أنفُسَكُم أَولاً، واترُكوا شَيئاً بَعدَ رحيلكم يُذكر الناسَ بِكُم، وكونوا أَنتم الحُلم الجَديد لهذا العالم، ونتمنى أن تكونوا قد تعلمتم كيف تتحقق الأحلام .
التعليقات