لعل من أكثر الحقائق الصادمة التي تمر علينا يومياً هو ما ستشاهدونه في هذا الموضوع، وربما يكون الحل للعديد من المشاكل التي تنشأ بين الأزواج بالذات بعد أن يعرفوا حقيقة تكوّن العقل عند الزوج، وبالتالي سوف يتجنبون المشاكل معهم بما أن عقل الرجل مثل الصناديق بينما عقل المرأة مثل الشبكة.

أجل فهذه من أكثر الأمور التي شدت إنتباهي في الآونة الأخيرة هذا الموضوع وأحببت أن أشارككم به أعزائي رواد موقع ثقفنا كل يوم، فاليوم تبين لنا الفرق الأساسي والكبير بين عقل الرجل وعقل المرأة، فالرجل عقله عبارة عن صناديق محكمة في الإغلاق، وبالتالي لا يمكن أن تختلط مع بعضها البعض، فمثلاً هناك صندوق يختص بالطعام وصندوق آخر يختص بالأهل، وآخر بالزوجة، وغيره بالبيت، وأيضاً صندوق مختص للراحة فقط.. الخ، بمعنى كل ما يقوم به الرجل في حياته اليومية كل شيء له صندوق خاص به في عقله يستخدمه وقت الحاجة له يفتحه الرجل ويركز كل جهده فيه واذا كان الرجل بداخل هذا الصندوق فإنه لا يمكن أن يقوم بشيء آخر خارج هذا الصندوق، وبعد الإنتهاء منه يغلقه ويذهب الى الصندوق الآخر الذي يختص بالعمل الثاني الذي سوف يقوم به وهكذا.

وهذا ما يفسر لنا حال الرجل عندما يقوم بعمل ما فإنه ينشغل تماماً عن المحيط حوله فلا يعطي إهتمام بزوجته التي تقف أمامه وتحدثه أو حتى أولاده، وأيضاً في حالة مشاهدته للمباراة مثلاً فهو حينها لا يهتم كثيراً بموعد الطعام أو حتى إذا إحترق الطعام على النار والرائحة امتلئت بالبيت، لأنه بداخل صندوق كرة القدم ولم يخرج منه بعد.

 

أما عقل المرأة فهو عالم آخر: فقد أثبتت الدراسات أنه يشبه الشبكة المتقاطعة والمتصلة وهي متصلة بشكل كثيف مع بعضها البعض بنفس الوقت، وتحتوي هذه الشبكة على الكثير من النقاط وكل نقطة فيها متصلة بالنقاط الأخرى على هذه الشبكية، ويمكن تشبيهها بصفحة على الإنترنت مليئة بالروابط المتشعبة، لذا تجد المرأة بإمكانها الطبخ والتحدث على الهاتف بنفس الوقت وأيضاً تجدها ترضع طفلها وهي واقفة للطبخ، وبنفس الوقت تجدها تشاهد مسلسلها المفضل على التلفزيون ولا يفوتها أي مشهد به، وهذا بالطبع من المستحيلات أن يقوم الرجل بكل هذا في نفس الوقت.

والمميز بالمرأة أن بإمكانها الإنتقال من حالة إلى أخرى بكل سهولة دون أي معاناة أو خسائر، فهي مثلاً وقت الحديث مع أحدهم تجدها تتحدث في أكثر من موضوع بنفس الوقت والانتقال يكون بشكل سلسل من موضوع الى آخر، فمثلاً تتحدث عن ما جرى بالمسلسل وما أخبرتها به حماتها عن موضوع معين وأيضاً تتحدث عن الأولاد والمدرسة وفستان قد اشترته منذ يومين وعن الحفلة التي ستحضرها وتدخل في الطبيخ وتتحدث بكافة تفاصيله كل هذه الأحاديث تكون بمكالمة تلفونية واحدة فقط، أو حتى بجملة واحدة متناهية في المرونة والسلاسة في الانتقال بين الأحاديث، ودون أن يعاني عقلها من أي إرهاق من هذه العملية وهذا بسبب النقاط المتصلة بعقلها كلهم مع بعضهم وهذا بالطبع ما يعجز عن فعله أكثر الرجال إحترافية وتدريباً.

ويجدر بالذكر أن هذه الشبكية تعمل حتى وقت نوم المرأة فهي لا تتوقف عن النشاط ولذلك نلاحظ أن النساء أكثر تفصيلاً بأحلامهم من الرجال.

ولا ننسى أن نذكر أن للرجال “صندوق اللاشيء” ففي هذا الصندوق يجد الرجل راحته فهو يذهب إليه وقت الراحة حيث يختفي فيه ذهنياً، فقد تجد الرجل فاتحاً التلفزيون ويقلب لساعات على القنوات دون أن يستقر على مكان، فهو في الحقيقة في “صندوق اللاشيء” وبالتالي فهو لا يفعل شيئاً، وقد يذهب للصيد ويضع الصنارة ولا يصطاد، لأنه بقي طوال الوقت في هذا الصندوق ولم يركز على أي شيء.

وهنا تأتي أغلب مشاكل المتزوجون فعندما يكون الرجل في هذا الصندوق فربما تكون زوجته تحدثه عن موضوع مهم ولكنه لا يعطيها أهمية وهذا ما يثير غضب المرأة التي تنتظر جواب من زوجها على موضوع معين، ولكن بحكم أن عقل الرجال كالصناديق فهو هنا لا يفهم من زوجته أي شيء لأنه لو أراد ذلك فعليه إغلاق الصندوق المتواجد به والذهاب الى صندوق الكلام، والمصيبة الأكبر إذا كان الرجل وقتها في “صندوق اللاشيء” فهو في هذه الحالة لم يسمع شيئاً منها حتى لو رد عليها في بعض الاوقات.

وكثير ما نشهد حالات المشاكل بين المتزوجون حيث أن الزوجة تقسم أنها قالت لزوجها موضوع ما، وهو أيضاً يقسم أنه يسمع به للمرة الأولى، وفي هذه الحالة كلاهما صادق فهو صندوقي وهي شبكية، والحقيقة أن المرأة لا تستطيع الدخول الى “صندوق اللاشيء” مع الرجل، لأنه في هذه الحالة سوف يفقد معناه وأهميته ويصبح شيئاً، لأن المرأة بدخولها إليه تنهال الأسئلة عليه مثل المطر: لماذا أنت هنا يا حبيبي، وهل تحتاج لأي مساعدة، كيف هذا، وما هذا، ولماذا هذا، وهنا يثور الرجل غاضباً ويطردها من صندوقه، فهو على يقين أنها إذا بقيت فهي لا تستطيع أن تبقى صامتة، وهي تعلم أنها حتى لو وعدته بالبقاء صامته ففطرتها سوف تمنعها من القيام بذلك.

أثبتت الدراسات أيضاً أن الرجل المجهد يفضل الدخول الى صندوق اللاشيء، بينما المرأة في حالة العصبية والغضب فإنها تفضل التحدث في هذه المواضيع التي تزعجها حتى لو مع غيرها لإنها إن لم تفعل ذلك فهذا يسبب لها التوتر والضغط والذي لا يستطيع عقلها تحمله وقد ينفجر في أي وقت، ويمكن تشبيهه بالسيارة التي تعمل بأقصى طاقتها وبنفس الوقت فراملها مكبوحة، وإذا تحدثت المرأة الى زوجها عن أسباب مضايقتها وعصبيتها فهي لا تطلب منه أي نصيحة أو أن يبدي رأيه فقط هي تريده أن يبقى صامتاً ويستمع ويستمع ويستمع حتى النهاية، فالمرأة عليها أن تتحدث في اليوم الواحد 3000 كلمة وإذا لم تنتهي منهم تكمل ما تبقى منهم لليوم الثاني وهكذا، حقيقة صادمة أليس كذلك؟؟!!.

نستخلص من السابق أن الرجل الصندوق بسيط بطبيعته فأقصى ما يهمه هو الحالة المادية وهو يركز أموره عليها، أما المرأة الشبكية فهي مركبة، وبالتالي فهي صعبة الإرضاء، ففي بعض الأوقات ترضيها كلمة، وأوقات أخرى لا ترضى بعقد ثمين، ففي كلا الحالتين ليس ما أرضاها هو الكلمة أو تقديم هدية ثمينة كالعقد وإنما الوسط أو الحالة التي تم فيها الصياغة لهذه الكلمة أو الوقت التي تم تقديم العقد فيه.

فهنا نجد الرجل يرضى بأبسط الحلول ولكن المرأة لا تستطيع أن تحدد طلباتها بشكل واضح حتى يتمكن الرجل من تنفيذها وهذا يؤدي الى إرهاق الرجل وعدم رضى المرأة بنفس الوقت.

ولندخل الآن في جانب آخر عن الرجل الصندوقي والمرأة الشبكية، فالرجل حتى لا تتزاحم المعلومات في صناديقة فهو يحاول الإحتفاظ بأقل التفاصيل في صناديقه، فمثلاً إذا حدثته زوجته عن موضوع الذهاب برحلة في الإجازة، فعلى الأغلب يكون الرجل قد خزن هذه المعلومات في صندوق العمل، فإذا لم يجده هناك فهو لن يجده أبداً، أما في المرأة الشبكية فأغلب الأمور التي تمر بها يتم تخزينها جميعاً في ذاكرتها الشبكية وتحتفظ بنسخ منها في أكثر من مكان وبالتالي تجدها بسهولة تسترجع ذاكرتها في موضوع معين دون اللجوء بالبحث في الصناديق.

وعلى حسب هذه الدراسات تقول أن الرجل مصمم في تركيبته على الأخذ بينما المرأة تم تصميمها للعطاء، فعندما تطلب الزوجة من زوجها أمراً ما وكان هو قد نسيه لأن بطبيعته لم يتعود على العطاء وإنما على الأخذ والتنافس الدائم وبالذات في العمل، بينما المرأة التي من طبيعتها العطاء فهذه الفطرة التي نشأت معها تمكنها من الإعتناء بمنزلها وبأبنائها.

وعلى سبيل المثال: إذا طلبت المرأة من الرجل عمل شيء ما فأول رد منه هو: لماذا لا تفعلي ذلك بنفسك، ففي هذه الحالة تظن المرأة أن زوجها لم يقم بتلبية طلبها وأنه هنا يرغب بإحراجها أو أن يظهر أنه هو المتفوق عليها وأنه يرغب بأن يريها أنها دائماً تحتاج إليه أو ربما يرغب بالتشفي منها أو حتى إهمالها، فهي بسرعة سوف تظن ذلك بسبب طبيعتها المركبة، بينما هو لم يستجب لها لأنه في الحقيقة نسي طلبها، لأن شخصيته في الحقيقة بسيطة، والأجدر بالذكر أنها عندما طلبت من زوجها هذا العمل كان هو حينها في “صندوق اللاشيء” وبالتالي فهو عاجز تماماً عن إستقباله في الصندوق المخصص إليه ولهذا ضاع الطلب، أو أن هذا الطلب قد دخل في صندوق آخر لم يقم هذا الرجل بفتحه منذ زمن طويل.

وإليكم الفيديو التالي الذي يثبت لكم صحة ما ورد في الأعلى ونتمنى أن يكون قد أعجبكم هذا الموضوع ولا تنسوا مشاركته من أصدقائكم:

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *