عنبر الحوت حلم كل صياد أن يحصل عليه وتجمعه الصدف ليصبح من الأغنياء، وهذا ما حدث مع الشاب الصياد العماني خالد بن سلطان السناني والذي سعى منذ أكثر من 20 عاماً وراء رزقه القليل ليسد قوت يومه هو وعائلته، ويتمنى في كل يوم أن يرزقه الله عنبر الحوت والذي كان يعرف أنه كنز ثمين لمن يستطيع أن يعثر عليه.

حلم يتحقق مع عنبر الحوت

لعل الصدفة تأتي قوية في كثير من الأيام، وما حدث مع الصياد السناني أنه تأخر عن الخروج لعمله أواخر شهر اكتوبر 2016 الماضي، مع أنه لم يتأخر يوماً عن عمله طوال 20 عاماً مضت، وركب قاربه الصغير مع شقيقه راشد وصديقهما، وكانت بداية النهار بإصطياد أسماك (العومة) والتي تستخمد كطعم، وإتجهوا في هذا اليوم الى المنطقة الشرقية بمسافة 6 كيلومترات ليجدوا أمامهم شيء يطفوا على سطح الماء ورائحته كريهة، وكان يبدوا مثل قطعة الشحم الأشهب، ليعلموا فيما بعد أن هذه مادة العنبر والتي لطالما حلموا بأن يجدوها في البحر وأدخلوها الى قاربهم الصغير وعادوا أدراجهم الى المنزل.

ويستكمل خالد قصته والتي قامت صحيفة “الشبيبة” العمانية بنشرها حيث قال:

“شدتنا رائحة العنبر غير المرغوبة وتعتبر “كريهة”، وتعززت القناعة المسبقة لدينا بأن العنبر يصدر رائحة كريهة في بداية ظهوره، إلا أنه سرعان ما يتغير لاحقاً خلال يومين أو ثلاثة، ومن ثم سارعنا في العودة إلى الشاطئ في مشهد أنتظره منذ صغري، ولم نصدق الأمر من شدة الفرح”.

وبعد العودة للمنزل أحضر خالد بعض الخبراء ليؤكدوا له أنها مادة العنبر لتنهال عليه العروض للشراء بعد أن إنتشر الخبر بالمنطقة، وكل يوم يأتيه عروض جديدة لشراء عنبر الحوت، ولا يزال الثلاثة يعيشون بصدمة الفرح.

 مادة عنبر الحوت

ومن المعروف أن “عنبر الحوت” يأتي من حوت العنبر بعد أن يقذفه بالبحر، والتي تخرج من أمعاء هذه الحيتان، ومن ميزات هذا الحوت أن رأسه ضخم وممتليء بالدهون والزيت، والذكور تكون بضعف حجم الإناث.

ويتغذى حوت العنبر على الأحياء البحرية والأسماك والتي تسبب له بعض التهيج بأمعائه، ليقوم جسمه بإنتاج مادة العنبر لمساعدته على الهضم، ولكن بطرق غير طبيعية تتراكم هذه المواد في أمعاء حوت العنبر ليقوم بقذها في البحر، ومن النادر أن يجدها الإنسان تطفوا على سطح الماء، ومن يجدها يصبح من الأغنياء.

ومن أكثر الإستخدامات عنبر الحوت هي في العطور، ويتم إستخرج بعض المواد النادرة والتي تعتبر باهظة الثمن، ويدخل أيضاً بصناعة الأدوية حيث يعالج العديد من الأمراض..

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *