لا تتفاجأ إذا قال لك أحد أصدقائك بشكل مباشر: إنتظرني سوف آتيك الليله ومعي بعض الأصدقاء ولكن عندنا شرط، وانت تتسائل بإستغراب ما هذا الشرط ليأتيك بالرد الصادم: عليك أن تدع زوجتك أو أختك وتكون بأجمل زينتها وبأحلى صورة لتجلس معنا وتكون ونيستنا في السهرة ونتفرج عليها.

فماذا أنت فاعل في هذه اللحظة؟؟ هل تتمالك نفسك ولن تقدم على ضرب هذا الصديق، فأنا أعتقد أنك ربما تقوم بطرده من أمامك مباشرة أو تقوم بضربه بأقوى صفعة على وجهه وتتركه دون رجعة أو أنك ستأخذ أي شيء أمامك وتقوم بضربه به!!.

 

 

فإن أتينا الى المنطق فهذا الرجل آثم من ناحية الدين فهذا ليس بصديق والذي يريد أن يستبيح حرمات أصدقاءه أو أقاربه وأن يجول بنظره على غير محارمه، وهذا الرجل لا حياء عنده ويعلن معاصيه على الملأ دون خوف، فإذاً أنا وانت الآن متفقون على أنك ستشعر بالغضب الشديد إذا طلب منك أحدهم هذا الأمر حتى لو كان أعز أصدقاءك!!

ولكن ماذا لو أنت لم تبدي أي رد فعل وزاد هذا الصديق عديم الحياء الطين بلة وطلب منك أيضاً وزاد في شروطه أن تتمايل زوجتك أمامهم وترقص لهم؟؟ فما أنت فاعل في هذه الحالة التي أعتقد أنها الطامة الكبرى على رأسك؟

فلا شك أنك هنا سوف تقدم على قتله بعد أن استنفذت أعصابك، فهل ترى هنا أنني أبالغ في إجاباتي؟؟

أصدقك القول أن هذا الحوار الخيالي مع صديق عمرك يحدث بالفعل بدون طلب من صديقك وبالذات في ليلة العمر أو ليلة العرس!! أجل بالضبط هذا ما يحدث فأخبرونوا ما هو وجه الإختلاف بين طلب صديقك من تمايل زوجتك أمامهم أو مشاهدتهم لها في ليلة الزفاف وهي تتمايل أمام أصدقائك بدون أن يطلبوا ذلك منك!! بالله عليكم ما هو الفرق؟

ولكن قبل أن تجيبوا مباشرة على هذا السؤال دعوني أسألكم هذه الأسئلة البسيطة:

ألم تدفع لعروسك النقود من أجل الذهاب للكوافيرة من أجل أن تزينها لتظهر في أبهى صورتها وتكون الأجمل؟؟ ألم تشتري لها فستان الزفاف الذي سيأكل حته من جسدها والذي يبرز كل مفاتنها؟؟ ألم تجلسها بجانبك ليشاهدها جميع المعزومين الى ليلة العمر ومن ضمنها أصدقاءك وأقاربك وجميع محبيك وأيضاً غير الأقارب؟؟ ألا تقوم للرقص معها أمام أنظار جميع الحاضرين؟؟ ألا تشدك الفرحة لتنسى نفسك وتأخذ بالرقص والتمايل مع زوجتك أمام الجميع؟

فالآن نأتي للسؤال السابق: أين الفرق في الطلب المباشر من صديقك الذي قاربت على قتله وبين ما يحدث بدون طلب في ليلة العمر؟؟

أين غيرتك على محارمك وأين النخوة وأين الوازع الديني الذي تربيت عليه منذ الصغر؟؟ عندما تجلس زوجتك بجانبك في أول طريق حياتكم وتجعل منها فرجة للجميع لكل من هب ودب على فرحك، وعندما يبقى الفرح حتى الصباح وانتم تتمايلون وتتراقصون ويتفرج عليها جميع الحضور من الأصدقاء وغيرهم وهي في أجمل صورة وتزيين!! وأنت الذي تجعلها تتراقص أمامهم وبرضاك ودون أي إعتراض منك!! وعندما تنزع منها حجابها لأنك تريدها أن تظهر مفاتنها حتى أمام الغرباء لتتباهى بجمالها أمامهم!! فأين دينك ونخوتك وغيرتك؟؟

والأسوأ هو ما يحدث في بعض الأفراح الشعبية عندما يتم الزفاف في الشارع، فهنا لا أستطيع أن أصف الوضع فهو مكشوف للعلن للمدعوين وغير المدعوين بداعي أنك تريد أن تفرح؟

دعني أسألك سؤال بما أنك شاب: ألم يسبق لك أن سمعت تعليقات الشباب بعد حضورهم لأحد الأفراح وخروجهم منه وعلى سبيل المثال لا الحصر طبعاً: يا الله ما أجمل العروس، يااااه دي العروس صاااروخ، ويحسدون زوجها عليها، ياااه دي العروس رقاصه نمبر وان “أو رقم واحد”، أو يأخذوا بالتغزل في مفاتن العروس، لا شك أنك تعايشت مع أحد هذه اللحظات، وطبعاً الكثير من التعليقات التي يصعب ذكرها هنا، فهل أنتم تحبون أن يتم الكلام على زوجاتكم والتعليق عليهم بهذه الطريقة؟

فهل ضاعت النخوة في شبابنا هذه الأيام كما ضاعت الكثير من الثوابت، ماذا أسمع الآن هل قال أحدكم أنه سيجلس عروسته في حفل الزفاف وهي محجبة ولن يدعها ترقص!! دعني أجيبك يا أخي هل لو أجسلتها بجانبك وهي محجبة فهل في هذه الحالة لن يراها الحاضرين أو أنكم ستقوم بحجب العيون عنها؟؟

فهل أنت بقادر على أن تمنع الشيطان من أن يطبع صورة زوجتك في مخيلتهم ليسهروا ليلتهم يفكرون بها؟؟

ألا تخجل من أن يتغزل أحدهم بجمالها وروعتها أمامك أو أمام أصدقاءه؟؟ ألا تستحي من أن تكون زوجتك حديث الليلة بين الأصدقاء؟؟ ألا تشعر بالغيرة عندما يطيل أصدقاءك النظر الى زوجتك وتأكلها أعينهم؟؟ أم أن هذه قد ذهبت مثلما ضاعت النخوة؟؟

هل تعلمون أنها تكتب لكم سيئة إذا نظرتم الى غير محارمكم، وهل تتذكرون قول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم:

( لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة )

بمعنى إذا نظرت عن دون قصد الى إمرأة غريبة وبعدها قمت بالإستغفار فإنه بإذن الله سوف يغفر لك هذه النظرة أما إذا قمت بإعادة النظر وأنت قاصد فعل ذلك فإنت في هذه الحالة تكتب من الآثمين ويتضاعف عليك هذا الإثم إذا كررته أكثر من مرة، وإذا كانت المرأة من المتبرجين والملفتين للنظر فهي أيضاً تكتب من الآثمين.

فبالله عليك كم تسببت من الآثام لجميع الحاضرين وأنت مجلساً عروسك الجميلة لينظر إليها الحاضرين؟ وكم هي الآثام التى سطرتها في صحيفة أعمالك أنت وعروستك منذ أول يوم في حياتكم الزوجية، وكم هي حجم الذنوب التي جمعتها من أول ليلة؟؟

فأتقوا الله في نسائكم واتقوا الله أينما كنتم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *